العلماء الربانيون وعلماء السوء
العالم الرباني هو الذي يضع الأمور في ميزانها الحقيقي ولا يدلّس على المسلمين فيوحي لهم ضرورة الخنوع للظالمين .
ومصيبتنا الأكبر أنّ هناك من يتلاعب بالألفاظ الشرعية فيوهم المسلمين أنّ رفض أعمال الحكام الجائرين يكون بالفوضى ويعطي الحقّ لمن هبّ ودبّ من المراهقين والحمقى أن يطبّق أحكام الشريعة الإسلامية بنفسه على المسيئين حكاما وعلماءا مأجورين كما يصفوهم.
فنرى قتل الناس بالسكين من قبل أشخاص حملوا سلاحا وأعلنوا دولة وهمية أسموها إسلامية وبيعة من عدّة أنفار مراهقين لاهم أهل عقد ولا حلّ ، إستغلوا وجود المفسدين ليعلنوا أنفسهم مصلحين وماهم إلا أفسد الفاسدين لفقدهم التمييز وما أفسد من الفاسد الإ الأحمق الذي عندما يريد أن ينفع يضرّ.
إنّ من يقيّم أداء عالم ما يجب أن يكون من العلماء الربانيين الذين لايبتغون إلا الإصلاح ولا يطلق العنان للمراهقين فيصفوا العلماء بالصفات الخسيسة ولا يحملون هم من العلم شيئا ولا يتمكنون من تمييز الغث من السمين ولا كيف يميز بين العالم الرباني وعالم السوء .
والعالم الرباني يميز بين الأفسد والفاسد ويتسامى على العواطف ، والفوضى التي نراها اليوم في بلدان المسلمين كانت نتيجة أفعال مراهقين دفعهم التحريض لرفض أعمال الحكام الجائرة فنشروا فساد الفوضى الذي هو أفسد من فعل الحكام الظالمين أنفسهم.
فكم نحن بحاجة لتوجيه المسلمين المظلومين لآلية آمنة لرفض الظلم وليست مهلكة ، والنهوض بالأمّة فكريا وثقافيا ولتوحيد كلمتها ، وعلينا ان نلتفّ حول العلماء الربانيين لنعلم كيف ننجو من مكر الصهاينة الذين دسّوا السمّ بالعسل وإستغلوا فساد الحكام ليبدلوا بلداننا بفساد أعمّ وهو الهرج والمرج السائد اليوم كما نراه.
على هذا النهج يجب ان تتوجّه كلماتنا التي تاخذ بيد الأمّة نحو الإستقرار والنهوض والكلمة الموحدة لا على التهييج العاطفي الذي لا يضع قيودا على طريقة رفض الباطل فيتوهم المراهقون أنّ لهم الحقّ في أخذ الحقوق بأيديهم لتتلاقفهم جهات خبيثة واعية وتوجههم بمكر وخديعة لتحقيق مآربها في تعميم القتل والفوضى في بلدان المسلمين كما يحدث اليوم في أغلب بلداننا والمشتكى إلى الله.