أيها العراقي كنت إبن عمي وخالي
لطالما كنت أدافع عن وحدة العراق بعد أن ظهر من ينادي بالطائفية بنوعيها الشيعي والسني وفق أجندة أجنبية نمّاها المحتلّ الأمريكي وزرعها من خلال عملاء سلّطهم بالمسميين المذكورين ، فكنت أقول أغلب عشائرنا فيها الطائفتان فهما أبناء عمومة ، فلطالما دافع إبن العشيرة عن إبن عمه من الطائفة الأخرى لحد الإقتتال مع عشيرة أخرى من نفس طائفته لحماية إبن عمه فكيف تقولون انّ العراقيين طائفتين متعاديتين ؟
ثمّ أرجع وأقول قد لا تخلو عائلة عراقية من التناسب بين الطائفتين فالطائفتان خال وإبن أخت فصارت تجمعهم العمومة والخؤولة .
كذلك أقول جاري من الطائفة الأخرى والموظف الجالس جنبي والطالب في الجامعة كذلك فكنت أقول لا لايمكن تقسيم العراق طائفيا لهذه الأسباب الوجيهة.
اليوم وبعد أن بان هدف المحتلّ الأمريكي من نشر الفتنة بين العراقيين وسعي دول الجوار لتجنيد الطوائف باللعب على تشابهها مع مسماهم الطائفي في سبيل تمزيق العراق ونشر القتل بينهم ليصلوا إلى مآربهم الخبيثة في نشر القتل بين العراقيين ومسح حضارتهم .
أقول من الآن وصاعدا لن يعنيني إن كان من من الطائفة الأخرى إبن عمي ولا يعنيني إن كان خالي ولا يعنيني كذلك إن كان جاري أو الطالب أوالموظف ، ولن أنظر لهذه الإعتبارات ولا أجعلها في حساباتي فهي مهما كانت يمكنني الإستغناء عنها .
ولكنّ الذي يعنيني اليوم هو إنّنا كطائفة إن فقدنا الطائفة الأخرى فسوف ينهار العراق بأكمله ولن تقوم لطائفتي قائمة فهدف المحتلّ الأمريكي الوحيد والدول الخبيثة التي تعمل على هذه المسميات هو إضعافي وإستنزاف خيراتي وضمان عدم قيام قائمة لي كعراق. فإن كنت حريصا على طائفتي يجب ان أتعامل مع الطائفة الأخرى بكلّ محبة وإحترام وأداء الحقوق والواجبات جميعا بلا تمييز لأنّ قوتي من قوتهم.
اليوم فهمت أنّ الطائفة الأخرى هي سرّ حياتي وبقائي عزيزا في العراق سواء كان هو إبن عمّ لي أم لا أو كانت بيننا نسبة أم لا أو كنت في دائرة وجامعة ومنطقة واحدة معه أم لا ، فلن ينال العراق عزّة أبدا بطائفة من العراقيين دون الأخرى .
وعلينا أن نفهم جميعا أنّ عدوّنا سيبقى مهيمنا علينا مادمنا ألعوبة بيده يستغلنا كطائفة ضدّ الأخرى فتُسحق طوائفنا كلُّها ليرقص على أشلاءنا هو وأذنابه من الدول أصحاب الأجندات الخبيثة.