يقول صغيرنا كيف العمل وكبارنا متفرقون ، وكبارنا حائرون كيف يحلّوا المشاكل مع نظرائهم ؟ ولكنّ الكلّ لم يخط الخطوة الأساسية لسدّ الثغرة التي إخترقنا منها العدوّ.
الثغرة الرئيسية لهذه الأمّة
يلاحظ المثقفون الإنهيار المتسارع في أمتنا وتسلّط أعداؤها عليها تدريجيا بطرق مباشرة وغير مباشرة . وكلنا نلاحظ غيرة المثقفين من علماء وأدباء وسياسيين ومساعيهم في تحليلاتهم لما يحصل فينظر هذا من زاوية حسب ثقافته وذاك من زاوية أخرى وهكذا ولا شكّ في أنّ كلّ ما يكتبوه حقّا ويجب ملاحظته ، ولكن كلّ هذه التحليلات لا تؤتي أكلا مادام كبارنا العلماء والمثقفين لم يضعوا يدهم على أهم نقطة تسببت في إختراق أمتنا ويعلموا من أين خرقت هذه الأمة ليتمكنوا من ترميم هذه الثغرة والتي لا يكون حلا إلا بترميمها .
إنّ هذه النقطة وبكلّ بساطة تواصل المفكرين وشخصيات المجتمع فيما بينهم وإستيعاب بعضهم البعض والعمل بينهم على أساس أنّ بعضهم يكمّل بعضا ، بل لا يمكن لأحدهم بناء شيء بدون الآخرين مهما كان إدراكه وعلمه ودقة رؤيته السياسية أو الإجتماعية .
فهل أدرك عالم الدين السني والشيعي أنّ تواصلهم ضروري لمنع الصهاينة من نشر الفرقة الطائفية بينهم والصهاينة هم الذين يستغلون هفوات وثغرات لا يمكن سدّها بدون ذلك التواصل .
فنتيجة لعدم التواصل فقدت الثقة بينهم ولجأ بعضهم إلى أجنبي أوهمهم أنّه ينقذهم من الآخر بعد أن زاد الهوّة بينهم فكان تمكّن الطائفية في مجتمعنا .
وهل أدرك العلماني أنّه بدون عالم الدين لا يمكنه الوصول للمجتمع لينهض به بما يتناسب مع طموحه العلمي وبذلك يبعث الإطمئنان بالمجتمع أنّ العلمانية لا تعني سلخهم من دينهم أو تاريخهم بل العلمانية تنهض بهم وببلدهم نحو الرقي .
هل أدرك شيخ العشيرة في هذه المحافظة أنّ تواصله مع شيوخ العشائر في محافظته والمحافظات الأخرى هو أحد أهم أسباب المحافظة على عشيرته قبل العشائر الأخرى عند حلول المشاكل فبتواصلهم يمنع أصلا حدوث المشاكل وتهون المشكلة إن وقعت وبذلك تحقن دماء الجميع .
اليوم صار لزاما على الجميع أن يدركوا أنّهم بحاجة ماسة للتواصل مع الآخرين الذين يعيشون معهم في هذا البلد وأنّ تواصلهم ونشر الإطمئنان والمحبة بينهم هو السبيل الوحيد وهو الخطوة الأولى والبناء الأساس الضروري لتفادي المكائد التي يسعى لإيقاعنا بها اعداؤنا المتشبثون بنشر الفرقة وإستغلال هذا الطرف ضدّ ذاك ليضعفوا الجميع وبعدها يرقصوا على دماءنا ويمتصوا خيراتنا.
إنّ إعجاب كلّ ذي رأي برأيه لن يزيدنا إلا تفتيتا وهو السبب الرئيسي الذي يستغله العدو لخرق مجتمعنا وتمكنه من السيطرة عليه .
وكلّ من يسعى للعمل وحده دون الجماعة مهما كان علمه أو رجاحة عقله أو طرحه الفكري فهو مساهم في تفتيت المجتمع العراقي بل هو مقصّر بقدر حجم علمه ورجاحة عقله ، ومسؤوليته أكبر إن كان أكثر من غيره فكرا أو شأنا فهو الذي يمكنه إستيعاب الآخرين ويجمعهم على وحدة الصف .
مالم يقتنع جميع المثقفين والعلماء والشيوخ أنّ بعضهم يكمل بعضا ويعملوا على التواصل الحقيقي بينهم ويبتدعوا الطرق الكفيلة لتحقيق ذلك فعلى عراقنا السلام ، ولا يكفي ان يقول أحدهم أنا لا أخالف الآخر بل ليحاسب كلّ واحد منهم نفسه كم تمكّن من كسب ثقة الاخرين ومحبتهم وتواصل معهم بشكل جدّي وكان هذا التواصل مبنيا على نيّة توحيد الصف وتكميل أحدهم الآخر في البناء.
ولا يكفي أن يفعل ذلك شخص واحد بل يجب ان يجعلوا ذلك منهجية لإعادة رصّ الصف العراقي ويحاسب كلّ واحد نفسه وغيره أين وصل بهذه الخطوة الإصلاحية ويذكر الجميع بعضهم البعض عن مدى تحقيقه لهذه المنهجيّة ونجعلها مفخرة بأنّ احدهم يحوي مجلسه وتواصله مع الكثير من الذين يشاركوه توجّهه ومن غير توجّهه بل حتى من مخالفيه ففي هذا وحده سنتمكّن من بناء عراقنا وسيحرم ذلك العدو مهما كان مسماه أو قوته من التوغل بين العراقيين المتكاتفين المتحابين.
تردنا كلّ يوم الكثير من المعلومات عن السرقات والمؤامرات والجرائم والتحليلات فنتالّم بها ونعيش مأساتها ثمّ نحتفظ بها في ملفات المعلومات ، فهل سيكون مقالي هذا كذلك محفوظا أم سنتخذ المنهجية المطروحة بداية لإنقاذ بلدنا الحبيب.
موضوع: الثغرة الرئيسية لهذه الأمّة 
الخميس مايو 30, 2013 11:29 am