المصلحون هم منارات المجتمع تضاء بهم الحياة و تتوضح بهم حقيقة طرقها التي يسلكها الناس ليختاروا على بيّنة الطريق الأمثل الذي يناسبهم ويتجنّبوا بإرشاداتهم ونصائحهم معرقلات الطريق فيسلكوا أأمن المسارات التي توصلهم إلى برّ الأمان بأسهل الوسائل.
وخبرة الحياة التي اكتسبها المصلح الحكيم والمعرفة التي حصّلها يهديها لمجتمعه بكلّ محبّة وسرور وهي أقصى سعادته فتلك هي المهمة التي إختارها في حياته فخير الناس من نفع الناس.
ونجد الكثير ممن خانهم الحظ وحرموا من نفع الناس بعد أن انشغلوا في السعي بالحصول على مقاصدهم غير آبهين بطرق تحصيلها إن كانت على حساب غيرهم أو لا ، ولمّا وجدوا أنّ طرق الوصول لملذاتهم بسرعة هي الطرق الملتوية وبها يظلم الكثير من أقرانهم وهي التي يحذّر منها المصلحون وينبّهون الناس للنجاة من شرها ، كان ذلك هو الدافع الأساسي ليحارب هؤلاء الحمقى مصلحي الزمان وحكماءه هذا بالإضافة للحسد الذي يسيطر عليهم لما يرونه من سعادة المصلح وقناعته بأقلّ القليل وهم لم تسعدهم أموال الدنيا المضمّخة بظلم الناس ، فأعلنوا حربا لا هوادة فيها على المصلحين وجنّدوا أموالهم وجهودهم البائسة لينالوا من مكانة المصلحين وسمعتهم وينسبون لهم الصفات التي هي ملازمة لهم آملين أن يتساووا في الشرّ ليبرروا شرّ أعمالهم ويعطوه الشرعية أو على الأقل يجنّبهم المسائلة فالكلّ مشتركون بهذا الإثم .
ففي السياسة وجدنا حرص الخونة أن ينسبوا الخيانة للمقاومين الرجال الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن شرف الوطن وحريته من دنس المحتل وسرقاته فوصفوا المقاومين بالإرهابيين والأدهى من ذلك وبينما هم بأحضان الأمريكان والصهيونية وتتناثر من أفواههم فتات سرقات المحتل الأمريكي لخيرات بلدنا ، يحاولون لصق تهم تلقي أموال من الأمريكان من قبل كبار المقاومين وأشياخهم ، فما أتفه الخونة وما أسخف وسائلهم التي لا تنطلي إلا على الجهلة أو الذين يريدون أن يبرروا انخراطهم في مستنقع الهبوط الفكري والأخلاقي.
وعندما يحذّر سياسي حكيم الناس من الوقوع في مطبّ أحدثه الصهاينة يهبّ عملائهم ناعقا إلى متى ننسب كلّ مشكلة لكيد الصهاينة ؟ ويتسائلون باستغفال هل نفدت أعمال الصهاينة لينشغلوا بإحداث هذه المشاكل ؟ نقول لهم ولم لا فما وصل ما وصل إليه الصهاينة إلا بخبثهم ومكرهم البعيد ، وغفلتنا عن مخططاتهم أنجحت مؤامراتهم ومكّنتهم علينا .ومهمتنا تشخيص مكر الصهاينة والسعي لإبطاله والعمل على منهجيّة للنهوض بالأمّة بتوحيدها وجعل كلمتها واحدة قادرة على مواجهة الأخطار والعيش بسعادة وعزّة وأمان.
والشيء بالشيء يذكر فقد انتبهت كذلك لأفكار تدّعي أنها تشخّص الخلل عند الناصحين من علماء الدين عندما يعتمدون رخصة تعدد الزوجات خاصة بعد انتشار العنوسة لعدّة أسباب منها القتل والتهجير والسجن للرجال ، وبعدها يتناولون نصيحة العلماء للمرأة بالحجاب امتثالا لتوجيهات شريعتنا أولا ولتصان هي من الاعتداء والتطفل على خصوصياتها ويحافظ على الشاب من الإثارة ومن الوقوع في الاضطراب النفسي عندما لا يجد حيلة للتخلص من آثارها ، فأجد من يقول إنّ هؤلاء الناصحين الذين يركزون على هذه النصائح هم أصلا يعانون من هوس في شهواتهم وإلا لماذا يركزون على هذه المسائل ؟
فسذاجة هذه التهمة واضحة وجوابها إنّ الناصحين ينصحون لمنع السرقة وينصحون لمنع الخيانة وينصحون لمنع العمالة ولا يعني أنّ نصيحتهم لأنّهم مبتلون بها بل لأنّهم يدركون خطورة هذه السلبيات على المجتمع ويقدّمون خبرتهم ومعلوماتهم لنجاة المجتمع من تلك الأمراض .
فهنيئا لمن بذل جهده ليخدم أهله بعمل صالح ولكلّ ناصح مخلص سخّر فكره ولسانه وقلمه لينقذ أهله ومجتمعه من مكر الطامعين والمفسدين .
قال تعالى (وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
وقال نبيّنا الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه (الدالّ على الخير كفاعله ).
وهكذا تبنى الأوطان.
موضوع: شبه تثار على المصلحين 
الجمعة أبريل 06, 2012 9:33 am