التخندق الطائفي

بداية وقبل ان أوجه كلماتي هذه لأهلي العراقيين جميعا أود ان أحييهم وأشيد بإرادتهم الصلبة بوجه الاحتلال واعوانه
رسالتي هذه ردا على من خاطب هيئة علماء المسلمين المحترمين حيث قال لهم
(إلى شيوخنا الأفاضل في هيئة علماء المسلمين : إنحازوا إلى أخوانكم وأبناءكم من أهل السنة، فهم اليوم مستهدفون في أرواحهم وعقيدتهم وثوابتهم.. قدموا الدين على التراب في طروحاتكم.. أعلنوا هويتكم السنية بلا مواربة أو خجل خشية خدش (وطنيتكم) التي لانشك فيها ولكنها لم تعد مجدية)
أقول وبالله التوفيق
ماذا تريد الصهيونية أكثر من هذه الدعوة ؟
العراقيون الأصلاء يدركون أنّ إحتلال العراق لسرقة خيراته ولمسخ حضارته ونشر القتل والفساد بين العراقيين ،
ولذلك يحرص عملاء أمريكا،بعدما فضحت سرقاتهم وخياناتهم من قبل طوائفهم قبل غيرهم ،أن يفتعلوا احداثا تكفل التكتّلات الطائفية فيضطهدون طائفة لتعاني وينادي العميل الأمريكي الآخر المندس بين الطائفة المضطهدة فيعلنها حربا على طائفة العميل الأول التي يتاجر بها ويستغلها.
إنّ حقيقة حرب العراقيين هي حرب الوطنيين المخلصين لبلدهم العراق ضدّ المحتل وعملاءه الخونة مهما كانت طائفتهم ، فالعميل ليس له دين ولا مذهب كما إنّ الطائفي لايخدم إلا الصهيونية وهو قاتل لمذهبه قبل المذهب الآخر.
فلا تدعوا خدعة الصهاينة وعملائهم الخبثاء تنطلي علينا ، فالعراقيون أبناء عمومة لاتفرقهم المذاهب فلا توجد عشيرة عراقية ليس فيها من المذهبين نسب كبيرة إضافة لما بينهم من نسب وخؤولة .
والأمريكي المحتل والصهاينة هم المحفزون لكلا الطائفتين للتخندق ضد الأخرى والمستمتعين الوحيدين بقتل العراقيين بعضه بعضا ، وبذلك تصبح الحرب كما يريدها الصهاينة بين العراقيين كطوائف وهي أقصى غاياتهم، بينما على العراقيين أن يحددوا عدوّهم وهو العميل الأمريكي الذي يحاول نشر الطائفية ، فمن يهمش طائفة هو عدو لتلك الطائفة وقبلها هو عدو لطائفته ولكل العراق وعلى العراقيين جميعا مواجهته لا أن تواجهه طائفة واحدة وحدها.
ومن اخطر مساويء هذه الدعوة هو إنّ من يتخندق طائفيا سيدفع الناس المسالمين من الطائفة الأخرى إلى أن يصطفوا بشكل أعمى مع طائفتهم فيزداد أعداء العراق من العملاء قوّة فقد أعطاه شرعية التخندق طائفيا كما قبل هو بالتخندق طائفيا .
فالتخندق يجب ان نصححه بما يخدم العراق الحبيب وهو ان يكون بأن يصطف العراقيون صفا واحدا ضدّ العملاء والخونة والسرّاق الذين نصبهم المحتلّ الصهيوني ليكمل مشروعه الإحتلالي الخبيث، وألا نكون سندا للمشروع الصهيوني وننجي العراق من عدوه الحقيقي وهو المحتل وأعوانه الخبثاء.
أكرر شكري وتقديري لأهلي العقلاء.